الاستطاعة التي يثبت بها التكليف هي في الحقيقة القُدرة من حيث المعنى العام؛ القدرة على الفعل، لكن الفعل هنا قد يختلف من صورةٍ إلى صورة، من عمل إلى عمل، من شخص إلى شخص، والبيان الإجمالي هو في التوصيف العام لهذه الاستطاعة التي هي شرط للعبادات، وقد تختلف من عبادة لعبادة.
ففي حديث عِمران: «صَلِّ قائمًا» أخرجه البخاري (1117).فالاستطاعة تتعلق بالقدرة على القيام، «فإنْ لم تَسْتَطِعْ» يعني القيام «فقاعدًا، فإنْ لم تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» هذا تدرج في صورة من صور الاستطاعة.
إذن عرفنا أن الاستطاعة المطلوبة لتحقيق فرض القيام في الصلاة هي القدرة على القيام، فإن عجز فيصلي جالسًا، فإن عجز فيصلي على جنب.
لكن فيما يتعلق بالجانب الآخر، وهو ما نتحدث عنه في موضوع الحج، جعل الله تعالى الاستطاعة شرطًا في فرض الحج، فلا يجب الحج إلا على المستطيع.