إن الأنساك التي يقصدها الحجاج، ويأتون بها إلى هذه البقعة المباركة متنوعة، فمنها: حج التمتع، ومنها: حج القِران، ومنها: حج الإفراد.
وهذه الأسماء تطرق أسماع الحجاج كثيرًا، لكنَّ كثيرًا منهم قد يخفى عليه ما الذي تعنيه هذه الأسماء.
ما هو حج التمتع؟
قال الله جل وعلا في محكم كتابه: ﴿فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ﴾ البقرة: 196.
من هذه الآية المباركة نفهم أن التمتع جمعٌ بين عملين، بين نسكين، العمل الأول العمرة، والعمل الثاني الحج.
هذا العمل الذي سيقوم به الحاج، وهو الجمع بين عمرة وحج في سفر واحد، هو في الحقيقة التمتع؛ لأنه تمتع بجمع نسكين عَمَلين في سفر واحد.
هكذا قال بعض أهل العلم في بيان معنى التمتع، وأن الحاج يتمتع بما أحل الله تعالى له من المباحات بين عمرته وحجه، خلافًا للأنواع الأخرى التي لا يتحلل فيها الحاج من عمله إلا بعد فراغه من كل أنساكه، سواء كان حجًّا وعمرة، أو كان حجًّا منفردًا.
إذن المتعة حقيقتها هي الجمع بين نسكين في سفر واحد، والترخص بما يُباح للإنسان على وجه العموم في غير الحج.
هذا ما يتصل بحقيقة المتعة.
إذن المتعة هي الجمع بين الحج والعمرة في سفر واحد، يتحلل من العمرة ثم يحرم بالحج.
