الإفراد أنه يحرِم بالحج فقط، لكن كونه في يوم التروية، كونه قبل ذلك، هذا ليس له دخل، إنما يحرم بالحج في أشهره، سواء من واحد شوال، أو من ثلاثين شوال، أو من واحد ذي القعدة، أو في يوم التروية، كله حج إفراد ما دام أنه قال: لبيك حجًّا، لم يذكر فيه العمرة، ولم يأتِ لها نية في قلبه، إنما أراد بذلك الحج، وهذا الحج لا يشرك فيه شيئًا من أعمال العمرة.
بعض الفقهاء يذكر: ثم يعتمر من عامه بعد حجه. وهذا في الحقيقة ليس له دخل في صفة الحج، الحج يتم بالفراغ من أعماله، بعد الإحرام به، وأما العمرة التالية فهذه ليست داخلة في الحج، إنما هي عمرة مستقلة، وإنما يذكرها الفقهاء رحمهم الله لكون الزمن السابق كان المجيء إلى هذه البقاع المباركة يتطلب جهدًا، فلذلك كانوا يستغلون الوقت، حتى الذي يأتي بحج مفرد كان يضم إليه عمرة بعد فراغه من أعمال الحج.
هذا ما يتصل بالإفراد.
الإفراد ليس فيه سوى أعمال الحج، ولا يجب فيه نسك بالتقرب إلى الله تعالى بالهدي، لا يجب فيه هدي، ولو أن الإنسان ذبح هديًا فهذا هدي مستحب مسنون، وليس واجبًا.
الذي يتميز به الإفراد أنه حج مستقل ليس معه شيء آخر، ولا يجب فيه هدي؛ لئلا يقول قائل: والذي يريد أن يتقرب بالهدي؟ هذا باب مفتوح، هذا هدي تطوع وليس واجبًا.