أي الأنساك أفضل؟
كل هذه الأنساك جائزة في قول عامة فقهاء الأمة، بمعنى أنه لو حج متمتعًا، حج مفردًا، حج قارنًا، فإنه يكون بذلك قد أتى بما فرض الله تعالى عليه من الحج.
لكن أيها أفضل؟
الأفضل فيه خلاف بين العلماء؛ منهم من يقول: الأفضل التمتع، ويذكر لذلك مسوغاتٍ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه الذين لم يسوقوا الهدي أن يجعلوها عمرة، وأن يتحللوا، وقال: «لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَمَا سُقْتُ الْهَدْيَ وَلَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً» أخرجه مسلم (1218) .
ومنهم من يقول: إن الأفضل القران؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان قارنًا.
ومنهم من يرى أن الأفضل الإفراد؛ لكونه صلى الله عليه وسلم ابتدأ حجه مفردًا، وكذا وصف حجه جماعة من الصحابة، لاختلاف وصف الصحابة في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم وقع الاختلاف بين أهل العلم في أي الأنساك أفضل.
والأقرب إلى الصواب - والمسألة اجتهادية - أن التمتع أفضل هذه الأنساك؛ لكونه أكثر عملًا، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به. والأمر في هذا سهل وقريب، وكيفما حج الإنسان يدرك الفضيلة إن شاء الله تعالى.
هل هذه الأنساك مشروعة لأهل مكة كغيرهم؟
نعم هي مشروعة لأهل مكة كغيرهم، وينالون بها الفضل، لكن لا يجب عليهم هدي، كما قال تعالى: ﴿ذَلِكَ﴾ أي: الهدي وما يتعلق ببدله في حال العجز عنه ﴿لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ البقرة: 196.