أما تسميتها بالمزدلفة؛ فلأن من دخلها اقترب من الحرم، والازدلاف هو الاقتراب، هذا وجه لتسميتها مزدلفة.
وسُميت جمعًا؛ لأن الحجاج يجتمعون فيها؛ وذلك أن قريشًا، مِن جاهليتها، وفي جاهليتها، كانت لا تخرج مع الناس إلى عرفة، بل تخرج إلى أن تصل إلى جمع، ثم تمكث، فيذهب الناس إلى عرفة، ويقضون يوم عرفة في عرفة، ثم يرجعون في الليل، فيجتمع الحجاج من القرشيين ومن غيرهم، فسميت جمعًا، فهذا وجه تسميتها جمعًا.
أما تسميتها المشعر الحرام، فلأنها أول مكان يُتعبد فيه لله عز وجل بعد المجيء من عرفة، فسُميت مشعرًا حرامًا لأنها داخل حدود الحرم.
عرفة تسمى المشعر الحلال، لماذا؟ لأن التعبد فيها خارج حدود الحرم، فعرفة ليست من الحرم، بل هي خارج حدود الحرم، وليس ثمة مكان يُقصد ويُتعبد بقصده في خارج حدود الحرم في الحج إلا عرفة، فإنه يقصدها الحجاج تعبدًا لله عز وجل، وهي خارج حدود الحرم، فلما يأتون إلى المزدلفة يكون أول مكان يعظمون الله تعالى بالبقاء فيه، والتعبد بالبقاء فيه، هو مزدلفة، فلذلك سُميت المشعر الحرام.