الموجز في أحكام الحج والعمرة

من 0000-00-00 وحتى 0000-00-00
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 2067

التاريخ : 2017-10-23 16:11:35


"ووقته من غروب شمس يوم عرفة إلى طلوع شمس يوم النحر.

فمن لم يأتِ مزدلفة هذا الوقت يكون قد فاته الوقوف بها، فإن كان لعذرٍ فلا شيء عليه وإلا فيلزمه دم.

 ويُسن لمن أتاها أن يصلي فيها المغرب والعشاء أول مجيئه جمعًا ويقصر العشاء، وأن يصلي الفجر فيها أول وقته ليتسع الوقت للذكر بعدها".

وكان النبي -صلى الله عليه، وعلى آله وسلم- قد دفع إلى مزدلفة بعد غروب الشمس وذهاب الصفرة، وقد وصلها - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فكان أول ما فعله عند وصوله إلى مزدلفة أن أمر المؤذن فأذن لصلاة المغرب، فصلى المغرب - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يُنزل الناس رحالهم، ثم إنه بعد أن فرغ من المغرب أنزل الناس رحالهم وأقام للعشاء - صلوات الله وسلامه عليه - وصلى العشاء ثم اضطجع - صلى الله عليه وسلم -.

 والسبب في مبادرة النبي -صلى الله عليه، وعلى آله وسلم- إلى الصلاة أول وصوله إلى مزدلفة: امتثال ما أمره الله تعالى به في قوله: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ [البقرة:198]، فكان أول ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لله عز وجل في المشعر الحرام أن أذن وصلى، فبادر إلى امتثال ما أمره الله تعالى به؛ ولذلك يُسن لمن جاء إلى مزدلفة من الحجاج أن يبادر إلى الصلاة وأن لا يشتغل بشيء قبلها؛ فإن ذلك يفوِّت المبادرة إلى ما أمر الله تعالى به في المشعر الحرام من ذكره سبحانه وبحمده.

 ولْيُعلم أن المجيء إلى هذه البقعة المباركة غرضه وغايته: المكث في هذه البقعة إلى صلاة الفجر، والاشتغال بذكر الله بعد الفجر إلى أن يُسفر جدًّا؛ ولهذا مقصود المبيت هو إدراك الفجر وذكر الله بعده، هذا هو المقصود من البقاء في مزدلفة؛ ولهذا لما جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى بها المغرب والعشاء ثم اضطجع ونام مباشرة -صلى الله عليه، وعلى آله وسلم- واستيقظ أول الوقت فصلى الفجر في أول وقتها حتى اشتبه على بعض أصحابه أنه صلاها قبل الوقت، لكن الصواب أنه صلاها في أول وقتها -صلى الله عليه، وعلى آله وسلم- وذلك ليتسع له الوقت في ذكر الله -عز وجل- بعد الفجر، وقبل الدفع من مزدلفة؛ امتثالًا لما أمره الله تعالى به في قوله: ﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ [البقرة:198].

فكان -صلى الله عليه، وعلى آله وسلم- يبادر إلى الصلاة لأجل هذا؛ ولذلك قال لعروة بن مضرس لما سأله عما فعله من أنه جاء إلى عرفة قال: «مَنْ شَهِدَ صَلَاتَنَا هَذِهِ، وَوَقَفَ مَعَنَا حَتَّى نَدْفَعَ وَقَدْ وَقَفَ بِعَرَفَةَ قَبْلَ ذَلِكَ لَيْلًا، أَوْ نَهَارًا، فَقَدْ أَتَمَّ حَجَّهُ، وَقَضَى تَفَثَهُ» أخرجه الإمام أحمد (16208)، وأبو داود (1950)، والترمذي (891)، وقال: حسن صحيح. والنسائي (3041)، وصححه ابن خزيمة (2820)، وابن حبان (3850)، والحاكم (1700) . فدل ذلك على أنَّ ما بعد صلاة الفجر هو المقصود بالمبيت في مزدلفة؛ لأنه الوقت الأفضل لذكر الله -عز وجل- وهو الذي فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحرص عليه.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق