كفار وأهل نفاق لا خروج لهم من النار، بل هم فيها مخلدون.
وعصاة يدخلونها ثم ينجيهم الله تعالى إما بالشفاعة، وإما برحمته وفضله، وإما بعد تخليصهم مما يكون من سيء أعمالهم، فالجنة طيبة لا يدخلها إلا طيب.
"الجسر" الصراط مضروب على متن جهنم على ظهرها، يمر منه الناس إلى الجنة ينتقلون بذلك من عرصات القيامة وأرض المحشر إلى المستقر فإن كانوا من أهل النار سقطوا فيها، وإن كانوا من أهل الجنة مروا على الصراط وهم في مرورهم على مراتب ودرجات على حسب أعمالهم، وهذا الورود هو المذكور في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾[مريم: 71- 72].
أهل الكفر لا يمرون على الصراط:
الصراط لا يأتيه إلا أهل الإسلام، كل من يأتي الصراط هو من أهل الإيمان، أما أهل الكفر فإنهم لا يأتون الصراط، بل يلقون في جهنم إلقاءً، إذ ينادي منادٍ: من كان يعبد شيئًا فليتبعه، فيصور للذين يعبدون الأصنامَ الأصنامُ فتتقدمهم فيلقون معها إلى النار، حتى من كان يعبد الشمس يتبعها فيلقى في النار، ومن كان يعبد القمر يتبع القمر فيلقى في النار، ولا يبقى في أرض المحشر إلا أهل الإيمان ومعهم المنافقون، ثم يكون ما يكون من الأحداث والوقائع التي جاءت بها السنة.
تمايز المؤمنين عن المنافقين:
ثم بعد ذلك يعبر الناس الصراط، أما المنافقون فيبقون في ظلمة ويدخلون النار، وأما أهل الإيمان على اختلاف مراتبهم ودرجاتهم فهم يعبرون الصراط، من كان منهم محسنًا، ومن كان منهم مقتصدًا، ومن كان منهم ظالمًا لنفسه، هذه مراتب الناس الذين يعبدون الصراط هم أهل الإيمان والإسلام فقط.
تفاوت الناس في مرورهم على الصراط:
فقوله –رحمه الله-: "يمر الناس" أي من أهل الإسلام والإيمان الذين آمنوا بالله ورسوله.
"عليه" أي على الصراط على قدر أعمالهم وهذا الناس فيه متفاوتون، "فمنهم من يمر كلمح البصر" وهذا أسرع ما يكون.
"ومنهم من يمر كالبرق" وهذا يشبه الأول في السرعة.
"ومنهم من كالريح الشديدة ومنهم من يمر كالفرس الجواد السريع ومنهم من يمر كركاب الإبل" أي من ارتحل إبلًا.
"ومنهم من يعدو عدوا" يركد أسرع ما يكون من ركب.
"ومنهم من يمشي مشيًا ومنهم من يزحف زحفًا" أعوذ بالله.
"ومنهم من يخطف خطفا" أي تخطفه الكلاليب الموضوعة على الصراط وتفاوت الناس في هذا على قدر أعمالهم كما قال الله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾[الواقعة: 10] فمن سبق إلى الطاعة والإحسان في الدنيا، سبق إلى الجنة في الآخرة ومن تأخر تأخر.
وقد رأى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيح من حديث أبي سعيد في أصحابه تأخرا عن الصفوف الأول أو تأخرًا في المجيء في الصلاة فقال: «لا يزال أقوام يتأخرون حتى يؤخرهم الله تعالى يوم القيامة» أي يؤخرهم عن دخول الجنة، فالسباق في جواز الصراط والوصول إلى رحمة الله –عز وجل- بدخول الجنة، إنما هو بالأعمال الصالحة.
ولذلك ثبت عن النبي –صلى الله عليه وسلم- هذا التفاوت في مرور الناس على الصراط يوم القيامة، والصراط جاء في وصفه حديثان؛ حديث وصفه بأنه أدق من الشعر وأحد من السيف، وهذا الوصف جاء بإسناد فيه مقال، وقد جاء في وصفه عند الإمام مسلم من حديث أبي سعيد الخضري أن النبي –صلى الله عليه وسلم- سئل فقيل له: ما الجسر؟ يعني الصراط الذي يمر الناس عليه فقال: «دحض مزلة فيه خطاطيف»، والضحد والمزلة متقاربان في المعنى وهو الموضع الذي تزل فيه الأقدام ولا تستقر والغالب أن يكون متسعًا.
وقد ثبت عنه –صلى الله عليه وسلم- هذا الوصف، ولا يتنافى مع الأول فهو ضحد مزلة في بعض مواضعه وقد يكون بالنظر إلى بعض من يمر عليه، فما جاء من تفاوت الوصف للصراط إنما هو باختلاف أحوال الناس في عبوره، ومطايا الناس في ذلك اليوم هي أعمالهم وهذا المرور ليس دخولًا بل هو ورود، أما من تختطفه الكلاليب فيلقى في النار، فهذا هو الذي يدخلها بسيئ عمله وأما من يتأخر فهذا قد يناله من العناء في مروره على الصراط لا ينال بسبب تأخره في العمل الصالح.
فإذا عبر الناس هذا المضيق العظيم الذي يسكت فيه الناس إلا الرسل ليس لهم قول إلا: «اللهم سلم سلم» يدعون الله بالسلامة لهم ولأممهم إذا عبروا ذلك وصلوا إلى قنطرة تكون بين النار والجنة.
فقوله –رحمه الله-: "يمر الناس" أي من أهل الإسلام والإيمان الذين آمنوا بالله ورسوله.
"عليه" أي على الصراط على قدر أعمالهم وهذا الناس فيه متفاوتون، "فمنهم من يمر كلمح البصر" وهذا أسرع ما يكون.
"ومنهم من يمر كالبرق" وهذا يشبه الأول في السرعة.
"ومنهم من كالريح الشديدة ومنهم من يمر كالفرس الجواد السريع ومنهم من يمر كركاب الإبل" أي من ارتحل إبلًا.
"ومنهم من يعدو عدوا" يركد أسرع ما يكون من ركب.
"ومنهم من يمشي مشيًا ومنهم من يزحف زحفًا" أعوذ بالله.
"ومنهم من يخطف خطفا" أي تخطفه الكلاليب الموضوعة على الصراط وتفاوت الناس في هذا على قدر أعمالهم كما قال الله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾[الواقعة: 10] فمن سبق إلى الطاعة والإحسان في الدنيا، سبق إلى الجنة في الآخرة ومن تأخر تأخر.
وقد رأى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيح من حديث أبي سعيد في أصحابه تأخرا عن الصفوف الأول أو تأخرًا في المجيء في الصلاة فقال: «لا يزال أقوام يتأخرون حتى يؤخرهم الله تعالى يوم القيامة» أي يؤخرهم عن دخول الجنة، فالسباق في جواز الصراط والوصول إلى رحمة الله –عز وجل- بدخول الجنة، إنما هو بالأعمال الصالحة.
ولذلك ثبت عن النبي –صلى الله عليه وسلم- هذا التفاوت في مرور الناس على الصراط يوم القيامة، والصراط جاء في وصفه حديثان؛ حديث وصفه بأنه أدق من الشعر وأحد من السيف، وهذا الوصف جاء بإسناد فيه مقال، وقد جاء في وصفه عند الإمام مسلم من حديث أبي سعيد الخضري أن النبي –صلى الله عليه وسلم- سئل فقيل له: ما الجسر؟ يعني الصراط الذي يمر الناس عليه فقال: «دحض مزلة فيه خطاطيف»، والضحد والمزلة متقاربان في المعنى وهو الموضع الذي تزل فيه الأقدام ولا تستقر والغالب أن يكون متسعًا.
وقد ثبت عنه –صلى الله عليه وسلم- هذا الوصف، ولا يتنافى مع الأول فهو ضحد مزلة في بعض مواضعه وقد يكون بالنظر إلى بعض من يمر عليه، فما جاء من تفاوت الوصف للصراط إنما هو باختلاف أحوال الناس في عبوره، ومطايا الناس في ذلك اليوم هي أعمالهم وهذا المرور ليس دخولًا بل هو ورود، أما من تختطفه الكلاليب فيلقى في النار، فهذا هو الذي يدخلها بسيئ عمله وأما من يتأخر فهذا قد يناله من العناء في مروره على الصراط لا ينال بسبب تأخره في العمل الصالح.
فإذا عبر الناس هذا المضيق العظيم الذي يسكت فيه الناس إلا الرسل ليس لهم قول إلا: «اللهم سلم سلم» يدعون الله بالسلامة لهم ولأممهم إذا عبروا ذلك وصلوا إلى قنطرة تكون بين النار والجنة.