شرح العقيدة الواسطية

من 1439-02-06 وحتى 1440-12-06
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1384

التاريخ : 2018-09-21 14:05:40


"له –صلى الله عليه وسلم- في القيامة ثلاث شفاعات"

وهذه الشفاعات الثلاث تندرج تحت نوع واحد من الشفاعات، وهو الشفاعات الخاصة به صلى الله عليه وسلم؛ فللنبي –صلى الله عليه وسلم- في ذلك اليوم العظيم.

  

النوع الأول:- شفاعات تخصه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ليس يشاركه فيها أحد من الخلق، فهي الشفاعات الخاصة به –صلى الله عليه وسلم- التي ميزه الله تعالى بها وبوأه إياها سبحانه وبحمده.

والقسم الثاني من الشفاعات:- الشفاعات التي يشترك فيها معه بقية الشافعين ممن يأذن الله تعالى له بالشفاعة من الملائكة والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين، فهذا القسم الثاني من أقسام شفاعات النبي –صلى الله عليه وسلم- وهو الشفاعة التي يشاركه فيها غيره.

بدأ المؤلف –رحمه الله- بذكر الشفاعات الخاصة به صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهي الشفاعات التي خُص بها، والتي قد فضله الله تعالى وميزه بها، فلم يكن له فيها مشارك.

  

 كما أن الله مَنَّ على رسوله بأن ميزه في الشفاعات المشتركة التي يشاركه فيه غيره من الملائكة والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وذلك أن نصيبه –صلى الله عليه وسلم- من الشفاعة في هذه الشفاعة المشتركة التي يشاركه فيها من يشاركه نصيبه أوفر وأعلى من غيره.

فهو أكثر الناس شافعًا يوم القيامة في شفاعته الخاصة، وفي شفاعته المشتركة صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذا من تخصيص الله تعالى له.

  

وقد أجمع العلماء على الشفاعة العظمى، وهي الشفاعة التي تكون لفصل القضاء في الموقف، ولذلك لم تكثر الأحاديث في بيانها وذكرها لإجماع العلماء على إثباتها، فلا يخالف في ذلك أحد بل كل الطوائف التي تنكر بقية الشفاعات تفسر ما جاء من شفاعة النبي –صلى الله عليه وسلم- بالشفاعة العظمى، وهذا قصور فيما أثبته الله تعالى من الشفاعة في النصوص للنبي –صلى الله عليه وسلم-.

  

وليعلم أن الشفاعة الثابتة له فضل من الله عليه –صلى الله عليه وسلم- فالشفاعة لله كما قال تعالى: ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا[الزمر: 44] فتطلب الشفاعة من غيره جل في علاه سبحانه وبحمده.

ولهذا من يطلب الشفاعة من النبي –صلى الله عليه وسلم- بالدعاء والسؤال في الدنيا هو في الحقيقة يطلب ممن لا يملك أن يعطيه أو أن يهبه، فالنبي –صلى الله عليه وسلم- لا يُسأل الشفاعة في الدنيا، وإن طلب منه الناس يوم القيامة أن يشفع لهم فهذا يوم القيامة ويكون طلبهم منه أن يشفع لهم بما أذن الله فيه من الشفاعة، فلا يقال: اشفع لي يا رسول الله، ولا يقال: المدد يا رسول الله فكل هذا من الشرك بالله –عز وجل- الذي وقع فيه المشركون الأوائل حيث قال الله تعالى في بيان سبب شرك المشركين ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى[الزمر: 3] وقد أنكر الله تعالى ذلك إنكارًا بينًا، وأخبر بأنه لا تنفع الشفاعة عنده إلا بإذنه.

  

فلابد أن يأذن في الشفاعة، ولابد أن يرضى عن الشافع، ولابد أن يرضى عن المشفوع فيه، ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى[النجم: 26].

فهي فضله وعطاءه ومنته التي يتفضل بها على من يشاء من عباده، يكرم بها الشافع، ويكرم بها المشفوع رحمة منه، فيخلصه من الشر والسوء.

  

التوسط في جلب النفع والتخليص من البلاء، هذا معناها في اللغة العربية، وهي جعل الفرد زوجا؛ حيث يكون الراغب في إدراك الخير فردًا، فيجمع معه الشافع الذي يبلغه ذلك بوساطته أو يخلص بها مما يكره من البلاء الذي نزل به أو تهدده.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق