قال - رحمه الله -: "فلما سووا غيره به في هذا التوحيد كانوا مشركين، كما قال الله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾[الأنعام:1]"؛ أي: يسوون غيره به، وقال الله - تعالى -: ﴿وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ [الأنعام:150].
الآن لمَّا بيَّن أنَّ الشرك مداره على التسوية، عندنا التوحيد، وعندنا الشرك؛ التوحيد: هو دعوة المرسلين، والشرك: هو ما حذرك منه.
فما هو التوحيد؟ التوحيد إفراد الله بالعبادة، إفراد الله بالحبِّ، إفراد الله بالخوف، إفراد الله بالرجاء، ألا تصرف عبادة من العبادات لغيره؛ هذا هو التوحيد.
ما هو الشرك؟ الشرك: هو تسوية غير الله بالله بأن تحب سواه محبة لا تكون إلَّا له، أن تخاف سواه، أن ترجو سواه، أن تصرف العبادة لغيره من ذلك الحلف بغير الله؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ» أخرجه الإمام أحمد في المسند (6072)، وأبو داود في السنن (3251)، وحسنه الترمذي (1535)، وصححه ابن حبان (4358)، والحاكم (7814) كيف كفر، أو أشرك؟ لأنَّه سوَّى غير الله بالله، لا يحلف إلَّا بالله، فإذا حلف بغير الله، فقد سوَّى غير الله بالله في ماذا؟ في الحلف فيكون قد وقع في الشرك؛ ولذلك ينبغي للمؤمن أن يحذر الشرك دقيقه وجليله، ظاهره وباطنه.
الشرك الذي في القلوب، والشرك الذي في الأقوال، والشرك الذي في الأعمال؛ كل ذلك مما يجب أن يبعد عنه الإنسان، فلا تسوِّ بالله غيره، فليس له نظير، ولا له مثيل، ولا له كفؤ.
تسوية غير الله بالله هي الشرك الذي عابه الله على المشركين؛ كما قال - تعالى -: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾[الأنعام:1]، لماذا يعدلون؟ يعني يسوون به غيره؛ هذا معنى يعدلون؛ أي: أنَّهم يسوون غير الله بالله، وقد قال الله – تعالى - فيما قصَّه عن المشركين، وأخبر به عن عملهم: ﴿وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾[الأنعام:150]؛ أي: أنَّهم يسوون به غيره - سبحانه وتعالى -.
والمشركون يوم القيامة إذا دخلوا النار شهدوا على أنفسهم بعظيم الضلال، فقالوا: ﴿تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ [الشعراء:97]؛ يخبرون عن أنفسهم بالحلف مقسمين ﴿تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ [الشعراء:97]، لماذا؟ ﴿إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[الشعراء:98]؛ يعني يخاطبون معبوداتهم التي عبدوها من دون الله، فيشهدون على أنفسهم بالضلال المبين؛ لأنَّهم سووا هذه المعبودات بالله رب العالمين، ولا تظن أن هذا الكلام عن مشركي قريش؛ أبي جهل، وأبي لهب، وأمية بن خلف!! هذا الشرك قائم في كثير من حياة الناس، فالذين يعبدون الأوثان، والذين يعبدون غير الله من الصالحين، والأنبياء، والجن؛ هؤلاء سووا غير الله بالله.
تسوية غير الله بالله هي الشرك الذي عابه الله على المشركين؛ كما قال - تعالى -: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾[الأنعام:1]، لماذا يعدلون؟ يعني يسوون به غيره؛ هذا معنى يعدلون؛ أي: أنَّهم يسوون غير الله بالله، وقد قال الله – تعالى - فيما قصَّه عن المشركين، وأخبر به عن عملهم: ﴿وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾[الأنعام:150]؛ أي: أنَّهم يسوون به غيره - سبحانه وتعالى -.
والمشركون يوم القيامة إذا دخلوا النار شهدوا على أنفسهم بعظيم الضلال، فقالوا: ﴿تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ [الشعراء:97]؛ يخبرون عن أنفسهم بالحلف مقسمين ﴿تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ [الشعراء:97]، لماذا؟ ﴿إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[الشعراء:98]؛ يعني يخاطبون معبوداتهم التي عبدوها من دون الله، فيشهدون على أنفسهم بالضلال المبين؛ لأنَّهم سووا هذه المعبودات بالله رب العالمين، ولا تظن أن هذا الكلام عن مشركي قريش؛ أبي جهل، وأبي لهب، وأمية بن خلف!! هذا الشرك قائم في كثير من حياة الناس، فالذين يعبدون الأوثان، والذين يعبدون غير الله من الصالحين، والأنبياء، والجن؛ هؤلاء سووا غير الله بالله.
فالشرك في البشرية قائم، بل «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ: اللهُ، الله» أخرجه مسلم (148) فيسود الشرك في الناس، ولا يذكر الله - جلَّ في علاه -؛ لانصراف الناس عن الله بغيره من المعبودات - سبحانه وبحمده -.
فالشرك قائم في الناس وموجود؛ ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الخَلَصَة» أخرجه البخاري (7116)، ومسلم (2906) وذو الخلصة: صنم، كانت تعبده المشركون في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنجا الله - تعالى - هذه الأمة بما نشره من التوحيد في جزيرة العرب، وسلم الناس من عبادة الأصنام، وزال ذو الخلصة، وغيره من المعبودات، لكن يخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عودة ذلك في آخر الزمان؛ «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الخَلَصَة»؛ يعني يطوفون بهذا الصنم؛ وهذا في آخر الزمان عندما تزول رسوم التوحيد.
ولهذا لمَّا كان هذا الانحراف متأصلًا في الناس جاءت الدعوة للتوحيد من الضرورات التي ينبغي للإنسان أن يحققها في نفسه بإقامة قلبه على عبادة الله وحده لا شريك له، وبنشر ذلك والحديث عنه بين الناس حتى لا يظن ظان أنه ليس هناك شرك.
نحن - ولله الحمد - في هذه البلاد المباركة - المملكة العربية السعودية - سلمنا بما يسره الله - تعالى - من دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب، ومؤازرة الإمام: محمد بن سعود - رحم الله الجميع -؛ سلمنا من مظاهر الشرك في بلادنا، فلا قبور تُعبد من دون الله، ولا أضرحة يطاف حولها، ولا مظاهر للشرك في الذبح، أو النذر، أو غير ذلك؛ وهذا من نعم الله - تعالى - على جزيرة العرب أن يسر الله - تعالى - لها الخلاص من هذه الضلالات، لكن إذا تلفتَّ في أرجاء الدنيا وجدت من يذبح لغير الله، من ينذر لغير الله، من يتقرب لغير الله في الأضرحة، والقبور، ويهتف بأسماء غير الله عند الملمات والكربات طلبًا للغوث، وكشف الأشياء المهمة، وأيضًا يطلب منهم قضاء الحاجات من الأولاد، والأرزاق، والوظائف، وغير ذلك.
فنحمد الله الذي طهر هذه البلاد من الشرك، ونسأله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يبعدنا عن الشرك ظاهره وباطنه، دقيقه وجليله، صغيره وكبيره.