"الصنف الرابع: قالوا أفضل العبادة: العمل على مرضاة الرب - سبحانه -، وإشغال كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته".
هذا هو القول الرابع: أنَّ أفضل الأعمال ما كان أرضى للرب في الوقت، وهذا يختلف باختلاف الأوقات وباختلاف الأزمان، وباختلاف الأحوال، وباختلاف الأشخاص، فثمت اختلاف في الشخص، في الحال، في العمل، في الزمان، في المكان، وكلها تحدد الأفضل، كل هذه المعايير تحدد الأفضل، فليس ثمت عمل هو الأفضل في كل الأحوال لكل الناس.
ولهذا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من يسأل: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ» أخرجه البخاري (2518)، ومسلم (84) .
وجاء من سأله فقال: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا» أخرجه البخاري (527)، ومسلم (85) وهلم جرا مما وقع فيه اختلاف جوابٍ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أي العمل أفضل.
سبب ذلك: أنَّ العمل من حيث الأفضل يختلف باختلاف العامل، باختلاف الحال، باختلاف الزمان، باختلاف المكان؛ كل ذلك مما يؤثر في أي الأعمال أفضل؛ ولهذا قال: "الصنف الرابع: قالوا أفضل العبادة: العمل على مرضاة الرب - سبحانه -، وإشغال كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت" أي؛ ما يقتضيه ذلك الوقت بالنظر إلى الحال، بالنظر إلى المكان، بالنظر إلى الشخص، وهذا يختلف، قال:"ووظيفته"أي؛ والواجب فيه.