قال: «كما دَلَّنَا في الْوَحي، والسنن التي أتانا بها نحو الرَّشادِ وَعَلَّمَا».
قوله –رحمه الله تعالى-: «كما دلنا في الوحي» أي إننا نصلي على النبي –صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ- صَلاَةً مَقْرُونَةً بالتسليم لأجل أن الله تعالى أرشدنا به – صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ- فأخرجنا الله تعالى بما جَاءَ بهِ مِنَ الْهُدَى، ودين الحق من القرآن، والسنة من الضلالات؛ فأرشدنا إلى ما فيه مَصَالِحُنَا وَمَا تَحْسُنُ بْهِ أَحْوَالُنَا.
فقوله –رحمه الله-: «كما دلنا» كما هنا بمعنى: على ما دلنا أي للتعليل، فالكاف هنا للتعليل يعني لأَجْلِ مَا دَلَّنَا، وهذا نظير قول -الله تعالى-: ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾[البقرة:185]، أي لأجل ما هداكم؛ فقوله: "كما دلنا" أي لأجل ما دَلَّنَا عَلَيْهِ مِنْ الْهِدَايَةِ وَالْنور المبين.
وقوله -رحمه الله-: "في الوحي والسنن"، "الوحي" هو القرآن، "والسنن" هو ما كان عليه –صلى الله عليه وسلم- من الأقوالِ، والأفعالِ، والتقريرات؛ وقد قال –صلى الله عليه وسلم-: كما في المسند وغيره بإسنادٍ لا بأس به: « أَلا إِنِّي أُوتِيتُ القُرآنَ ومِثلَهُ مَعَهُ ».
والله تعالى- يقول عن رسوله: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى(4)﴾[النجم:4]