وآية سُقمٍ في الجوارحِ منعها منافعها أوْ نقـصُ ذلكَ مثلما
قال رحمه الله: وآية سقم أي علامة مرض في الجوارح وهي الأعضاء الظاهرة من اليد والقدم وسائر أعضاء البدن الحسية، علامة مرضها نوعان: ذكر -رحمه الله- منعها منافعها هذا المعنى الأول بمعنى تعطل منافع هذه الأعضاء.
"أو نقص ذاك" أي نقص منافعها وبهذا يعلم أن مرض الجوارح له صورتان:
الصورة الأولى: مرض يعطل الجوارح ويذهب بمنافعها بالكلية فالعين جارحة مرضها الذي يذهب بنفعها هو العمى، الأذن جارحة مرضها الذي يذهب بنفعها هو الصمم، اليد جارحة مرضها الذي يذهب بنفعها الشلل، هذا النوع الأول من أمراض الجوارح .
أما النوع الثاني من الأمراض فهي الأمراض التي تنقص منافع الأعضاء أي ينقص بها المصالح المدركة بهذه الأعضاء.
فمن أمراض العين ضعف إدراكها إما ببعد نظر أو قصر نظر، مرض السمع بضعفه بأن لا يدرك الأصوات، مرض الأعضاء كاليد بأن لا يتحكم أو لا يقوى على الرفع بها والحمل والانتفاع بها مع إمكان حركتها، وبهذا يعلم أن أمراض الجوارح إما أن تذهب بالمنفعة بالكلية وهذا تعطيل تام وإما أن تنقص المنفعة وهذا نقص وكلاهما يوصف بأنه مرض.
ولذلك قال : وآية سقم في الجوارح منعها منافعها يعنى بالكلية أو نقص ذلك مثلما أي نقص ذلك مثل منعها.