أسباب حياة القلوب

من 2018-03-14 وحتى 2021-03-01
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1559

التاريخ : 2018-04-08 16:05:22


ثم قال _رحمه الله_: "وصحتها" بعد أن بين علامة سقم ومرض الجوارح بين علامة صحتها قال: "وصحتها تدرى بإتيان نفعها" سلامة الجوارح وعافيتها بأن يؤتى بمنافعها على وجه الكمال "كنطق وبطش والتصرف والنمى" ذكر أربع صور من صور الانتفاع بالجوارح.

"كنطق" هذا في اللسان تعرف به القدرة على النطق والكلام وصحة الأركان وسلامتها بالقدرة على الحركة.

"وبطش" فالأركان اليد والقدم علامة صحتها بطشها أي حركتها.

"والتصرف والنمى" أي فيما يستخلف وينمو فإن نمو الأعضاء في زمن نموها دليل صحتها فلو توقف نماء الأعضاء في وقت نموها كان ذلك دليلًا على سقمها.

  

ليس المقصود بيان علامات سقم الجوارح إنما الغاية من هذا هو الوصول إلى  فهم معنى مرض القلب؛ لأن مرض القلب معنوي والأمور المعنوية لا تعلم في الغالب إلا بإدراك ما يشابهها أو يفسرها من الأمور المشاهدة، وهذا من بديع تقريب المؤلف للمعاني؛ إذ أنه سهل إدراك معنى مرض القلب بمرض الجوارح ليعلم بالمشاهد المحسوس معنى الغائب الخفي فيكون الأمر المشاهد دليلاً معرفًا بحقيقة الأمر الغائب الخفي.

ومعرفة عين الشيء عادة لا تحصل إلا بمعرفته بذاته أو معرفة نظيره يعني ما يشابهه، ولهذا معرفة مرض القلب وصحته هو بالتمام مثل مرض الجوارح وصحتها؛ فمرض القلب إما أن يكون موتًا وذلك بتعطل نفعه بالكلية وانطماس النور فيه وعدم الاهتداء، وإما أن يكون مرضًا لا يذهب النفع بالكلية بل ينقصه بأن يكون فيه ميل إلى شهوات أو تتطرق إليه شبهات فيكون بذلك ناقصًا فيما خلق له، القلب خلق لمحبة الله وعبادته فكلما نقص في القلب حب الله وتعظيمه وعبادته نقص من ذلك ما هو مطلوب منه فيكون مريضًا.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق