النوازل الفقهية المتعلقة بالصيام

من 2023-10-03 وحتى 2037-07-03
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 234

التاريخ : 2024-07-07 05:40:16


ما يصل إلى الجوف من طريق الدبر.

للعلماء -رحمهم الله- في أثره على الصيام قولان؛ فذهب جمهور الفقهاء إلى أن وصول شيء إلى الجوف من طريق الدبر يفطر، وهو ما عليه الأئمة الأربعة، فهو مذهب الجمهور، حيث نصوا على أن الحقنة وهي ما يوصل إلى الجوف من طريق الدبر من المفطرات.

وذهب طائفة من الفقهاء -وهذا هو القول الثاني في أصل المسألة- إلى أن ما يصل إلى الجوف من طريق الدبر لا يفطر فيه قال ابن عبد البر من المالكية، والقاضي حسين من الشافعية، واللخمي من المالكية، وشيخ الإسلام ابن تيمية من الحنابلة، وهو مذهب الظاهرية، وهذا الحكم أو هذا الخلاف بين الفقهاء لا فرق فيه بين ما يصل إلى الجوف مما يحصل به غذاء، ومما لا يحصل به غذاء، يعني إيصال شيء إلى الجوف من طريق الدبر مفطر على قول الجمهور، وغير مفطر على قول من ذكرنا من أهل العلم.

وعلى هذا الخلاف تتنزل المسائل المتصلة بإيصال شيء من طريق الدبر، فمثلا الحقنة الشرجية وهي ما يستعمل لتفريغ الأمعاء، أو معالجتها كذلك التحاميل التي تستعمل لخفض الحرارة، وكذلك المناظير التي تستعمل للتشخيص والكشف أو العلاج والجراحة، كل هذه البحث فيها متصل بهذه المسألة التي ذكرنا، وهو وصول شيء إلى الجوف من طريق الدبر.

وقد ذكرنا أن للعلماء في هذه المسألة قولين؛ القول الأول: الفطر وهو قول الجمهور، القول الثاني: عدم الفطر وهو قول من ذكرنا من أهل العلم، مذهب الظاهرية، واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن عبد البر من المالكية وجماعة من الفقهاء، طبعا الراجح في أصل المسألة أنه لا يفطر ما وصل إلى الجوف من طريق الدبر، خلافا لما عليه الجمهور، والدليل ما تقدم تكراره من الأدلة، وهي الثلاثة التي قلت لكم: إنها ستتكرر معكم في أكثر مسائل النوازل، ما هي؟

أولًا: الأصل صحة الصوم.

ثانيًا: أن هذا ليس أكلًا ولا شرباً.

ثالثًا: أنه ليس في معنى الأكل والشرب.

هذه الأدلة هي ما استدل به الجمهور على أن ما وصل إلى الجوف من طريق الدبر ليس مفطرًا، وعليه تتنزل المسائل التي ذكرنا في النوازل، فالحقن الشرجية فيها يتخرج فيها قولان بناء على ما تقدم من خلاف، ونحن لا نخص الحقن بالذات، الحقن الشرجية بالذات، بل كل وسائل المعالجة أو التشخيص التي تكون من طريق الدبر، فإنه يجري فيها القولان اللذان ذكرنا.

وقد صدرت عدة فتاوى من جهات علمية، وأفراد من أهل العلم تنص على معنى ما ذكرنا من أقوال، والذي عليه الأكثرون من المعاصرين أن هذه الأشياء التي تصل إلى الجوف ليست بمفطرة، وهذا ما تضمنه قرار مجلس المجمع الفقهي الإسلامي الدولي حيث جاء في جملة ما عدوا مما لا يحصل به الفطر قولهم ذكروا ما يدخل إلى المهبل، وإدخال المنظار أو اللولب ونحوه داخل الرحم، وما يدخل الإحليل أي مجرى البول للذكر والأنثى، وأيضًا قالوا في إدخال منظار من خلال جدار البطن، كل هذه مناظر المعدة إذا لم يصاحبه إدخال سوائل كل هذه المسائل قريبة، وإن كانت أقربها فيما يتصل من مسائلتنا منظار المعدة لأن منظار المعدة له طريقان؛ يكون من طريق الفم، ويكون من طريق الدبر، فالمقصود أن هذا ما صدرت به الفتوى من جهات عديدة، وممن أفتى بعدم الفطر بذلك شيخنا محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-، حيث ذكر فيما سئل عنه من الفطر بالحقن قال –رحمه الله-: ولا يعد من المفطرات الحقنة، فإنها لا تفطر مطلقا.

فقال في جملة ذلك ومنها أيضًا أي: من الحقن ما يدخل في الدبر من أجل العلم بحرارة المريض، وما أشبه ذلك، فكل هذا لا يفطر، وممن صدر عنه الفتوى بهذا الخصوص أيضًا الشيخ محمد شلتوت وكذلك الدكتور يوسف القرضاوي، وهو رأي عدة هيئات علمية ومجامع فقهية ورموز علمية من أهل العلم المعاصرين.

فخلاصة هذه المسألة التي نحن فيها، وهي مسألة ما يوصل إلى الجوف من طريق الدبر، أنه يتخرج فيها قولان لأهل العلم بناء على خلافهم فيما يعرف بالحقنة في كلام الفقهاء المتقدمين، فالحقنة في كلام المتقدمين هو ما يصل إلى الجوف من طريق الدبر، ولهم فيه قولان: الجمهور على أنه مفطر، والقول الثاني: أنه ليس بمفطر، فكل ما يصل إلى الجوف من طريق الدبر سواء كان ذلك علاجيا، أو كان ذلك تشخيصًا، سواء كان ذلك مائعا، أو جامدًا ففيه القولان من حيث الأصل، الذي عليه أكثر العلماء المعاصرين أن ذلك ليس مفطرًا، ما دليل عدم التفطير بهذه الأشياء؟

ثلاثة أدلة؛ الأصل عدم الفطر، أن هذا لا يوصف أنه أكل ولا شرب، وأنه ليس في معنى الأكل والشرب، هذا ما يتصل بمسألة ما يصل إلى الجوف من طريق الدبر.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق