ما يصل إلى الجوف من طريق مجرى البول وهو ما يعرف بالإحليل.
أولًا: هل ما يدخل من طريق الإحليل يصل إلى الجوف؟ هل المسألة فيها خلاف بين أهل العلم؟
فذهب الجمهور إلى أن ما يقطر في الإحليل أي ما يدخل إلى داخل البدن من طريق مجرى البول لا يعد مفسدًا للصوم هذا مذهب الجمهور، وهذه مسألة ليست من النوازل هي مسألة قديمة، لكن الفقهاء رحمهم الله استفاد الفقهاء المعاصرون -رحمهم الله- استفادوا منها في مسائل ستأتي.
القول الثاني: أن ما يصل إلى داخل البدن من طريق مجرى البول سواء من الذكر أو الأنثى يعد مفطرا وهذا مذهب الشافعي –رحمه الله-.
والعلة في القولين أو مستند القولين؛ أما مستند الشافعية فقالوا: إن هذا جوف لأنه يصل إلى التجويف البطني، وأما مستند الجمهور فقالوا: إن المثانة لا ينفذ منها شيء إلى داخل البدن، بل حقيقته أنه يرشح فيها ما يكون في البدن من السموم، فهي تستقبل ولا تدخل، تستقبل من البدن، ولا تدخل إليه شيئًا، وبالتالي فوصول شيئ إليها لا يعد وصولًا إلى الجوف، بل هي نظير الفم، فإن وصول شيء إلى الفم لا يفطر، وهذا ما استند إليه الجمهور رحمهم الله فيما ذهبوا إليه.
الآن في المسائل المعاصرة هناك عدة قضايا تتصل بهذه المسألة، فمن ذلك ما يعرف بالقسطرة البولية، وهي ما يستعمل في حال إجراء العمليات من إدخال أنبوب رقيق إلى المثانة لاستخراج الفضلات البولية، هذا الأنبوب الدقيق، هذا أحد استعمالات القسطرة، وقد تستعمل القسطرة أيضًا في إيصال العلاجات، تستعمل أيضًا في الكشف والتشخيص للأمراض، هذه القسطرة هي مندرجة في خلاف العلماء السابقة، فجمهور العلماء على أنها لا تفطر، لما ذكرنا من الأدلة: الأصل صحة الصوم، ليست أكلا ولا شربا، ولا في معنى الأكل والشرب فلا يصح القياس، وقد صدرت بهذا الفتوى من مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، حيث جاء في عدهم ما ليس من المفطرات ما يدخل في الإحليل أي مجرى البول الظاهر للذكر والأنثى من قسطرة أنبوب رقيق، أو منظار، أو مادة ظليلة على الأشعة، أو دواء، أو محلول لغسل المثانة لا يعد من المفطرات.
هذا القرار من جملة ما ذكره قرار مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، وبه صدرت الفتوى من جهات عديدة من أهل العلم، فصدرت به الفتوى من الندوة الفقهية الطبية التاسعة، وصدرت به الفتوى أيضًا عن شيخنا محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-وجماعة من الفقهاء المعاصرين.
ونحن لمَّا نذكر مثلا عالمًا من العلماء لا نقصد بذلك أنه لم يقل بذلك إلا هذا، لكن الإنسان يحكي مبلغ علمه، لاسيما إذا كان هذا العالم علما أو شيخا تلقى عنه، وإلا فهذا القول وهو النص على أنه ما يوصل إلى الجوف من طريق الإحليل من علاجات، وأدوية، وأيضًا من مواد للتشخيص سواء كانت سائلة أو جامدة أفتى بعدم الفطر بذلك الشيخ محمد شلتوت، وكذلك محمد جبر الألفي، وكذلك الشيخ يوسف القرضاوي، كما أنه قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي.
هذا ما يتصل بالمنفذ السادس من المنافذ الطبيعية في البدن.