قوله رحمه الله:"بَابُ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَنِيَّةً"، فيه بيان شرط حصول الفضائل المتقدمة، أي: ما تقدم من فضائل من دخول باب الريان، وتكفير الخطايا، وما إلى ذلك من الفضائل السابقة فيما ذكره المصنف رحمه الله في باب فضل الصوم وما بعده، إنما يُدرَك إذا كان الصوم إيمانًا واحتسابًا ونية، فلا تُدرَك الفضائل المتقدمة إلا بشرط، وهو أن يكون الصوم إيمانًا واحتسابًا، فهذا الباب بيان قيد حصول تلك الفضائل السابقة، ليس الفضل حاصلًا بالصوم على أي وجه، إنما ما كان من الصوم إيمانًا واحتسابًا هو الذي تدرَك به الفضائل السابقة. فقوله صلى الله عليه وسلم: «الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»، وأن أهله يدعون من باب الريان، ويُكفر به من الخطايا والسيئات، ذاك الفضل مقيد بهذا القيد.