القيد الثاني:"احْتِسَابًا" المقصود بالاحتساب هنا هو أن يرجو يقينًا ثواب عمله عند ربه، لا يطلبه من سواه، يطلب ثواب صومه من الله عز وجل، لا من سواه، فيحتسب أجر ما يكون من صوم عند الله، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا﴾ الإنسان:9 فيصوم على هذا النحو، لا يريد من أحد جزاءً ولا شكورًا، إنما يريد ثوابه من الله.
القيد الثالث:"ونية"، أي: أنه لا بد في الصوم من نية، بل الصوم قوامه النية، فإذا لم يكن نية فإنه لا صوم، وهذا دليله العام: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ»البخاري (1)، ومسلم (1907).
وأما دليله الخاص فهو أن الصوم مركب من حقيقتين:
الحقيقة الأولى: النية.
والحقيقة الثانية: الإمساك، فإذا وُجد الإمساك بلا نية لم يكن صيامًا، وإذا وُجدت النية ولا إمساك لم يكن صيامًا، بل الصوم يقوم على ركنين: نية وإمساك، فلا بد من توافرهما، ولذلك قال هنا: "مَنْ صَامَ" يعني من أمسك عن المفطرات، "ونية" يعني: لا بد أن يكون ذلك مصاحبًا بالنية.