قوله صلى الله عليه وسلم: «تَسَحَّرُوا» على وجه الندب، أي: كلوا أكلة السحر، ثم علل ذلك بـقوله صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً» أي: فيه خير. والبَركة مأخوذة من البِركة، وهي مجمع الشيء، والبَركة هي الخير الكثير، فالسحور فيه خير كثير:
- من خيره أنه يوافق فيه المؤمن سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيتسحر.
- ومن خيره أنه يتميز صومه عن صوم أهل الكتاب؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ»مسلم (1096)، فلا يتشبه بأهل الكتاب.
- من خيره أنه يعطي قوة للصائم فيعينه على الصيام.
- من بركته وخيره أنه يوافق فيه الصائم وقت التنزل الإلهي، فيرجى أن يكون دعاؤه مجابًا في ذلك الوقت إن دعا.
هذا بعض ما يتضح به قوله صلى الله عليه وسلم: «تَسَحَّرُوا؛ فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً».