هذا أيضًا يتصل بما تقدم مما يتعلق بالمفطرات، وهو وصول شيءٍ إلى الجوف من طريق الأنف.
قوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْشِقْ بِمَنْخِرِهِ الْمَاءَ» وهذا أمرٌ من النبي صلى الله عليه وسلم بالاستنشاق.
قوله رحمه الله: "وَلَمْ يُمَيِّزْ بَيْنَ الصَّائِمِ وَغَيْرِهِ" أي: أنَّ ذلك مندوبٌ للصائم ولغيره، فالتفريق يحتاج إلى دليل، لكن الذي فرَّق بين الصائم وغيره المبالغة في الاستنشاق؛ كما في حديث لَقيط بن صَبِرة، لكن أصل الاستنشاق لم يفرق بين الصائم وغيره، مع احتمالية أن ينفذ إلى جوفه شيءٌ مما يستنشقه، لكنه إذا غُلب، كما قلنا: جميع المفطرات إذا وقعت من غير اختيار، بإكراه، وعدم إرادة للصائم، فإنها لا تؤثر في صومه.