ذكر ما جاء في الصحيح من حديث عائشة، أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال: يا رسول الله، إني لأسرد الصوم، يعني: أكثره. وفي رواية أخرى لعائشة ساقها المصنف من طريق آخر، أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أصوم في السفر؟ كأنه يستأمره ويستأذنه، وكان كثير الصيام، فقال: «إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ»، فخيره النبي صلى الله عليه وسلم بين الصيام والفطر، فقال: «إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ»، هذه الأحاديث كلها تدل على أن الفطرة رخصة للصائم، فإن شاء صام وإن شاء أفطر، وأنه لا يتعين عليه الفطر، بل إن شاء صام وإن شاء أفطر، وهذا قول جمهور العلماء.