تجريد التوحيد المفيد

من 2017-12-30 وحتى 2020-01-15
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 2619

التاريخ : 2018-01-25 10:45:38


قال - رحمه الله -: "فخلقه وأمره، وما فطر عليه عباده وركبه فيهم من العقول؛ شاهد بأنه الله الذي لا إله إلا هو، وأنَّ كل معبود سواه باطل، وأنه هو الله الحق المبين، تقدس وتعالى.

وواعجبًا كيف يعصى الإله ... أم كيف يجحده الجاحد

ولله في كل تحريكةٍ ... وتسكينةٍ أبدًا شـــــــــــــــاهد

وفي كل شيءٍ له آيةٌ ... تدل على أنه واحـــــــــــد".

"وما فطر عليه عباده"؛ هذا الدليل الثالث من أدلة وجوب إفراد الله بالعبادة، وهو ما ركزه في فطر الخلق من وجوب عبادته وحده لا شريك له؛ كما في صحيح الإمام مسلم من حديث عياض بن حمار في الحديث الإلهي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الله - عز وجل - قال: «خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ»؛ يعني موحدين «وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ» أخرجه مسلم (2865) ؛ أي: أخرجتهم عن التوحيد، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ» أخرجه البخاري (1385)، ومسلم (2658) ؛ يعني على التوحيد، وقد قال الله - تعالى -: ﴿فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾[الروم:30]؛ فهذا ما ركزه الله - تعالى - في الفطر؛ وهذا ثالث الأدلة.

  

قال - رحمه الله -: "وما فطر عليه عباده وركبه فيهم من العقول"؛ وهذا الدليل الرابع، وهو من الأدلة العقلية الدالة على أن لهذا الكون ربًّا لا يستحق العبادة سواه.

ثمَّ قال - رحمه الله -: "وركب فيهم من العقول؛ شاهد بأنه الله الذي لا إله إلَاّ هو، وأنَّ كلَّ معبود سواه باطل، وأنَّه هو الله الحق المبين، تقدس وتعالى"؛ فاجتمع بهذا لنا من الأدلة على وجوب إفراد الله بالعبادة أربعة أنواع من الأدلة؛ الأدلة الخلقية الكونية، الأدلة الشرعية الأمرية الدينية، الفطرة التي فطر الله - عزَّ وجلَّ - القلوب عليها، الأدلة العقلية؛ فإنَّه ما من أحد يعمل عقلًا صحيحًا، سليمًا إلَّا ويصل من خلاله إلى أنَّه لا يستحق العبادة سوى الله الخالق، الرازق، المدبر - سبحانه وبحمده -؛ ولهذا يقول الله - تعالى - في كتابه للمشركين: ﴿أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ﴾[الأنعام:50] ﴿أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾[الأعراف:169]؛ لأنَّهم لو أعملوا عقولهم وأعملوا فكرهم لتوصلوا بذلك إلى عبادة الله وحده، كما قال الله - جلَّ وعلا -: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا﴾[الفرقان:61]﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾[الفرقان:62]؛ ففي الآيات الكونية ما يدل على عظيم قدر الرب إذا استعمل الإنسان عقله في نظره إليها.

"ولله في كل تحريكةٍ ... وتسكينةٍ أبدًا شاهد

وفي كل شيءٍ له آيةٌ ... تدل على أنه واحد".

- سبحانه وبحمده -.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق