تجريد التوحيد المفيد

من 2017-12-30 وحتى 2020-01-15
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1521

التاريخ : 2018-01-25 10:55:06


قال - رحمه الله -: "وكثيرًا ما يجتمع الشركان في العبد وينفرد أحدهما عن الآخر، والقرآن الكريم بل الكتب المنزلة من عند الله - تعالى - كلها مصرحةً بالرد على أهل هذا الإشراك، كقوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾[الفاتحة:5]، فإنه ينفي شرك المحبَّة والإلهيَّة، وقوله: ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾[الفاتحة:5]، فإنَّه ينفي شرك الخلق والربوبيَّة، فتضمَّنت هذه الآية تجريد التَّوحيد لربِّ العالمين في العبادة، وأنه لا يجوز إشراك غيره معه، لا في الأفعال ولا في الألفاظ ولا في الإرادات".

يقول: "وكثيرًا ما يجتمع الشركان في العبد"، فيقع في شرك الربوبية الذي يقوده إلى الإلهية، أو العكس.

ثمَّ قال: "وينفرد أحدهما عن الآخر"؛ يعني قد يقع الإنسان في شيء من الشرك في الإلهية دون الربوبية، أو العكس في الربوبية دون الإلهية.

  

قال: "والقرآن الكريم بل الكتب المنزلة من عند الله - تعالى - كلها مصرحةً بالرد على أهل هذا الشرك" سواء في الربوبية، أو في الإلهية، ومختصر الردِّ في قوله: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾[الفاتحة:5]، ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾[الفاتحة:5]؛ ردٌّ على كل من أشرك بالله في إلهيته، وفي محبته، وفي خوفه، وفي رجائه، ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾[الفاتحة:5]؛ ردٌّ على كل من أشرك بالله في ربوبيته، وفي خلقه، وفي ملكه، وفي رزقه، وفي تدبيره - سبحانه وبحمده -.

يقول - رحمه الله -: "فتضمنت هذه الآية"، يشير بذلك إلى أي آية؟ ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾[الفاتحة:5]؛ تضمنت تجريد التوحيد؛ أي: تخليصه، وتكميله لله - عزَّ وجلَّ - من كلِّ الشوائب.

  

قال: "فتضمَّنت هذه الآية تجريد التَّوحيد لربِّ العالمين في العبادة، وأنَّه لا يجوز إشراك غيره معه، لا في الأفعال، ولا في الألفاظ، ولا في الإرادات"؛ وهنا يبيِّن أنَّ الشرك في الإلهية يقع في الأفعال؛ كالسجود لغير الله، والذبح لغير الله.

وفي الألفاظ؛ كالحلف بغير الله، وكتسوية غير الله بالله في الحديث كأن تقول: ما شاء الله وشئت.

وفي الإرادات؛ يعني في المقاصد، وأعمال القلوب؛ كالمحبة، والخوف، والرجاء، فالشرك يكون باللسان قولًا، ويكون بالقلب قصدًا وإرادةً، وعملًا، ويكون بالجوارح عملًا وإيجادًا.

قال - رحمه الله -: "فالشرك في الأفعال"؛ الآن يشرع المؤلف - رحمه الله - في ذكر  أنواع الشرك فيما يتعلق بشرك الربوبية في كل موضع من هذه المواضع؛ أي أن المؤلف قسَّم الشرك بالنظر إلى مواضع وأماكن حدوثه، قسَّم الشرك باعتبار ما يكون من أعمال الإنسان، أو باعتبار ما يصدر عن الإنسان إلى ثلاثة أشياء؛ شرك الإرادات والمقاصد، وشرك الأقوال، وشرك الأفعال، وسيتكلم عن كل نوع منها بذكر الأمثلة والأدلة.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق