تجريد التوحيد المفيد

من 2017-12-30 وحتى 2020-01-15
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1688

التاريخ : 2018-01-27 15:57:51


"النوع الثاني: شرك التمثيل، وهو شرك من جعل معه إلهًا آخر، كالنصارى في المسيح، واليهود في عزير، والمجوس القائلين بإسناد حوادث الخير إلى النور، وحوادث الشر إلى الظلمة، وشرك القدرية والمجوسية مختصر منه. وهؤلاء أكثر مشركي العالَم، وهم طوائف جمَّة، منهم من يعبد أجزاء سماوية، ومنهم من يعبد أجزاء أرضية، ومن هؤلاء من يزعم أن معبوده أكبر الآلهة، ومنهم من يزعم أن إلهه من جملة الآلهة، ومنهم من يزعم أنه إذا خصَّه بعبادته والتبتُّل إليه أقبل عليه واعتنى به، ومنهم من يزعم أن معبوده الأدنى يقربه إلى الأعلى الفوقاني، والفوقاني يقربه إلى من هو فوقه، حتى تقرِّبه تلك الآلهة إلى الله  - سبحانه وتعالى -، فتارة تكثر الوسائط، وتارة تقل.

فإذا عرفت هذه الطوائف، وعرفت اشتداد نكير الرسول - صلى الله عليه وسلم - على من أشرك به تعالى في الأفعال والأقوال والإرادات كما تقدم ذكره، انفتح لك باب الجواب عن السؤال".

النوع الثاني من الشرك: شرك التمثيل؛ يقول - رحمه الله -: "وهو شرك من جعل معه إلهًا آخر" يعبده، ويتوجه إليه، ويثبت له صفات الإلهية.

يقول: "كالنصارى في المسيح" فإنهم قالوا: إنه ابن الله، وجعلوه إلهًا يُقصد ويُعبد؛ ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ﴾[المائدة:73].

"واليهود في عزير" حيث اعتقدوه إلهًا، وقد قال الله تعالى بعد ذكر اتخاذه إلهًا ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ﴾[التوبة:31]؛ أي: واتخذوا المسيح ابن مريم إلهًا من دون الله، فلما فعل هؤلاء ما فعلوا من تمثيل هؤلاء الخلق بالله وقعوا في الشرك.

قال: "والمجوس القائلين بإسناد حوادث الخير إلى النور، وحوادث الشر إلى الظلمة" والمجوس يعبدون إلهين: إله الخير وإله الشر، فيثبتون كل خيرٍ إلى إله النور، وكل شرٍ إلى إله الظلمة، وهذا لتمثيلهم غير الله تعالى بالله، فوقعوا في الشرك في العبادة؛ لمَّا اختل عندهم أن الله لا مثل له ولا نظير، فالله - سبحانه وبحمده - ليس له مثيلٌ ولا نظير.

قال: "وشرك القدرية" أي: من هذا الشرك أيضًا الذي هو شرك التمثيل شرك القدرية المجوسية؛ حيث جعلوا المخلوق يخلق فعل نفسه؛ كل إنسانٍ يخلق فعل نفسه، وبالتالي أثبتوا خالقين مع الله - عز وجل -، فكل إنسانٍ يخلق فعل نفسه فهو خالق يخلق فعل نفسه استقلالًا عن علم الله، ومشيئته، وقدرته، فأثبتوا خالقين معه - جل في علاه -.

  

قال: "وهؤلاء أكثر مشركي العالَم، وهم طوائف جمَّة".

ثم قال - رحمه الله - في بيان مراتبهم فيما تورطوا فيه من شرك الإلهية قال: "منهم من يعبد أجزاء سماوية، ومنهم من يعبد أجزاءً أرضية، ومن هؤلاء من يزعم أن معبوده أكبر الآلهة، ومنهم من يزعم أن إلهه من جملة الآلهة" إلى آخر ما ذكر من تقسيمات.

بعد ذلك قال - رحمه الله -: "فإذا عرفت هذه الطوائف" أي: هذا التفرق في صرف العبادة لغير الله - عز وجل - "وعرفت اشتداد نكير الرسول - صلى الله عليه وسلم - على من أشرك به تعالى في الأفعال وفي الأقوال والإرادات كما تقدَّم ذكره، انفتح لك باب الجواب عن السؤال" أي سؤالٍ يقصد؟ ما تقدم من الأسئلة الثلاثة:

ما السر في كون الشرك يوجب إباحة الدم والمال؟
هل الشرك مما يُنهى عنه عقلًا كما يُنهى عنه شرعًا؟
السؤال الثالث: لماذا كان الشرك مانعًا من مغفرة الله - عز وجل -؟
لما تبين من هذا التقسيم أن الشرك قبيحٌ وأنه ظلمٌ عظيم، ﴿وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [البقرة:254] كان ذلك موجبًا لتلك العقوبة، موجبًا لإباحة الدم والمال لخروج ذلك عن الصراط المستقيم، ولعظيم الفساد الحاصل بالشرك، وكان ذلك مما تنافيه العقول، وتنافره العقول قبل أن تنفيه الشرائع، والأديان.
ولذلك كان في الجاهلية من أصحاب العقول من يعيب على قومه عبادة غير الله - عز وجل -، ولم يكن له شريعة ودين يدين به، لكن نفرت نفسه عن هذا الوحل الذي تورط فيه الناس في ذلك الزمان بعبادة غير الله والتوجه إلى الأصنام.
 

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق