قال: (وتأخير السحور) مشروعية السحور وتأخير السحور متفق عليه بين أهل العلم، لا خلاف بين أهل العلم في استحباب السحور وتأخيره.
لكن قوله: (تأخير السحور) يشير إلى أن للسحور وقتًا؛ فمتى يبتدئ وقت السحور ومتى ينتهي؟
ينتهي بطلوع الفجر، فكلما قرب السحور إلى هذا الوقت كان أقرب لتحقيق المشروع، وتحصيل الفضيلة التي ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: «فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَة» أخرجه البخاري (1923)، ومسلم (1095) .
أما ما يتعلق بوقته: الأصل في السَّحور أنه ما يؤكل في وقت السحر، وجمهور العلماء على أنه يبتدئ وقته من نصف الليل، ووجهه: أن السَّحَر اسم لهذا الوقت، هذا ما ذهب إليه الجمهور - رحمهم الله - وكل ما أُكِل بعد منتصف الليل فإنه يعد سحورًا في قول أكثر العلماء.
ومنهم من خَصَّ السحور بما يؤكل في وقت السحر على وجه الخصوص؛ لأنه طعامٌ أضيف إلى وقت؛ فاختص به وما كان بعد منتصف الليل لا يسمى سحرًا، وهذا لعله الأقرب.
لكن الأمر في ذلك قريب فلو أكل السحور بعد منتصف الليل وأكل شيئًا قبل الفجر؛ لأن من الناس من لا يتهيأ له الأكل في آخر الليل، فالأمر في هذا قريب.
ولم يذكر ما يحصل به السحور: وجمهور العلماء على أن فضيلة السحور تحصل بقليل الطعام وكثيره، ولو بشربة ماء؛ ووجهه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أثبت البركة في مسمى الوقت والطعام بدون تحديد وتعيين، فكل ما يؤكل في هذا الوقت فإنه مبارك.