قوله صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» لخُلوف بالضم في الرواية الأصح والأشهر، وبالفتح في رواية أكثر القائلين المتكلمين، يقولون: لخَلوف، والصواب: الضم لخُلوف، والمقصود بالخُلوف هو ما يكون من الرائحة إثر خلو المعدة من الطعام والشراب. وهنا أنبه: "إثر خلو المعدة من الطعام والشراب"، أما أثر تراكم الطعام بين الأسنان لعدم التنظيف والعناية بالأسنان، فهذا ليس مما يدخل، هذا مما ينبغي أن يسعى الإنسان لإزالته حتى يدفع الأذى عن نفسه وعن غيره، إنما الكلام عن الرائحة التي لا يقطعها شيء من المنظفات بسبب خلو المعدة، هذه هي الرائحة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:«لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ» أي: ما يعقب إمساكه من رائحة في فمه، بسبب خلو معدته «أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»، أطيب عند الله يعني في إثابته، وفيما يعقبه على العبد من الخير، وليس أن هذه الرائحة الكريهة تكون طيبًا عند الله، إنما عاقبتها عند الله عز وجل أنها أطيب من ريح المسك، في حسن العاقبة والأثر في الصائم، في الدنيا وفي الآخرة.