قوله صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ» فذكر النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أبواب، وذكر أربعة أسماء لهذه الأبواب، فهل أبواب الجنة أربعة؟
الجواب: لا، أبواب الجنة ثمانية، كما جاء في الصحيح من حديث عمر - رضي الله عنه - أن «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ»مسلم (234) فأبواب الجنة التي جاء الخبر في السنة عنها ثمانية.
قوله رحمه الله: "فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ" أي: أفديك بأبي وأمي يا رسول"مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ" أي: من دُعي من تلك الأبواب جميعًا لا ضرر عليه، ولا يناله سوء أو شر، هذا معنى قوله: "ما على.."، (ما) هنا نافية، أي: ليس على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، يعني: من ضرر، لا يصيبه ضرر ولا يصيبه كدر، بل هو فائز.
قوله رضي الله عنه: "فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا؟" وانظر إلى الهمة العالية، رضي الله عنه، طمع أن يكون ممن يدعى من تلك الأبواب كلها! تصوَّر أنَّ شخصًا يسأل هذا السؤال، وإيمانه باليوم الآخر ضعيف؟ لا يسأل مثل هذا السؤال إلا من كان يرى الآخرة نصب عينيه، فنفذ ببصره من دنياه إلى آخرته، وهذا سر كون المؤمن يعمل ويؤثر الآخرة على الأولى، أنه كلما عظُم إيمانك باليوم الآخر كان عملك صالحًا. مطرد.
ولذلك من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فإنه يذكر ما يفعله من فعل أو ترك، لماذا؟ لأن الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر أقوى حامل على العمل.
فلشدة يقينه بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم سأل هذا السؤال.
قوله صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ» أي: هناك مَن يدعى من هذه الأبواب «وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ».