الصوم من صحيح البخاري

من 2017-08-14 وحتى 2019-09-30
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1746

التاريخ : 2017-05-11 03:12:49


قوله رحمه الله: "بَابٌ" هذا الباب عقده المصنف رحمه الله لبيان فضل رمضان في مسلك الإنسان وأخلاقه، وأثر ذلك فيه في الدنيا قبل الآخرة، وأن من فضائل رمضان أنه يقود إلى أبواب من الإحسان، فهذا مزيد لبيان فضائل الصيام.

قوله رحمه الله: "أَجْوَدُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ فِي رَمَضَانَ" أي: يبلغ في غاية الجود منتهاه الممكِن في رمضان، فهو صلى الله عليه وسلم جوَاد في كل الأيام، لكن يزيد جوده في رمضان.

وهنا نكتة أنَّ المؤلف أتى بهذا الباب بعد ذكر الصيام إيمانًا واحتسابًا؛ فبقدْر ما يحقق الإنسان من هذا الوصف في صومه؛ أن يكون صيامه إيمانًا واحتسابًا، يدرك من فضائله الأخروية وثماره الدنيوية.

ولهذا ينبغي للمؤمن أن يتحرى ذلك في صومه؛ حتى تعظم أجوره، وأيضًا تطيب آثار عمله؛ فإن للعمل آثارًا في القلب وفي السلوك. كثير من الناس يخفى عنه أثر هذه الأعمال، ولذلك تصبح الأعمال عند بعض الناس قيودًا وتكاليف صعبة لا يتذوقها؛ لأنه لا يجد لذتها، في حين أنه لو لاحظ معنى التعبد والتقرب لله عز وجل فيها كانت هذه العبادات محقِّقة لطعم الإيمان الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ» وكل هذه الثلاثة دائرة على المحبة «أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الرَّجُلَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ؛ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ» البخاري (16)، ومسلم (43).

فالمقصود أنَّ سبب إيراد هذا الباب وبيان أن تلك الثمار التي أدركها النبي صلى الله عليه وسلم بزيادة الجود في رمضان، وهو أجود الناس - هو تحقيقه للصيام إيمانًا واحتسابًا.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق