قوله رحمه الله: "وَقَالَ الْحَسَنُ: لَا بَأْسَ بِالسَّعُوطِ"، والسعوط هو ما يُدخَل إلى الجوف عن طريق الأنف استنشاقًا للمداواة.
ويشبه السعوط بالنسبة للصائم ما يكون من البخاخات التي يستعملها أصحاب الأزمات الصدرية من حيث الرئة ونحوها، فاستعمالهم للبخاخات على الراجح من قولي العلماء أنه لا يفطر، وما يصل إلى الجوف من رذاذ أو من مواد هذه البخاخات ليس موجبًا للفطر، هو في الواقع أقل مما يصل إلى جوف الصائم إذا كان في مكان رطب، يعني ما يصل إلى الجوف من أشياء عالقة في الجو في الأماكن الرطبة أكثر مما يصل إلى الجوف بهذا البخ الذي يستعمله أصحاب الأمراض الصدرية. وغالب ما يدخل إلى الجوف من هذه الأدوية يذهب إلى الرئتين، لا إلى الجهاز الهضمي؛ وعلى هذا فلا بأس باستعمالها للصائم.
وهذا هو الصحيح من قولي العلماء، وبه صدرت فتاوى عن جهات إفتائية عديدة من المجامع الفقهية والهيئات العلمية.