شرح العقيدة الواسطية

من 1439-02-06 وحتى 1440-12-06
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1232

التاريخ : 2018-04-25 17:01:25


قول الله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ[القيامة: 22- 23] وقوله: ﴿عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ[المطففين: 23]، وقوله: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ[يونس: 26]، وقوله: ﴿لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ[ق: 35].

رؤية المؤمنين ربهم أعلى نعيم أهل الجنة:

هذه الآيات الكريمات فيها إثبات نظر المؤمنين لربهم، ورؤيتهم لله –عز وجل-، والرؤية هي أعلى نعيم أهل الجنة، فإن أعلى وأسمى ما يتنعم به أهل الجنة هو النظر إلى وجهه سبحانه وبحمده كما سيأتي فيما ذكر المؤلف –رحمه الله- من الأحاديث.

  

قوله جل وعلا: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ[القيامة: 22- 23] فأخبر الله تعالى بنظرة الوجوه، وأخبر سبحانه وبحمده بأنها إلى ربها ناظرة، وهذه الآية تدل على إثبات رؤية المؤمنين ربهم جل في علاه؛ فإنه سبحانه يُرى بالأبصار يوم القيامة، ذلك أن الله سبحانه وتعالى أضاف النظر إلى الوجوه ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ[القيامة: 23]فأضاف النظر إلى الوجوه، وإنما ينظر بالوجوه، وإنما أضاف النظر إلى الوجوه لأن الوجه فيه العين التي تبصر وترى، ومما يدل على أن المقصود هنا النظر لمعنى الرؤية أن الله تعالى عدد بذلك بإلي فقال جل وعلا ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ[القيامة: 22- 23].

وقد ضل بهذه الآية من فسرها بأن النظر هنا بمعنى الانتظار فقالوا:﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ[القيامة: 22- 23] أي منتظرة لنعيم الله –عز وجل-، وهذا تحريف للكلم عن مواضعه لأن الآية دالة على النظر إلى وجه الله جل في علاه، وليس في الانتظار ما يوجب النضارة إذ الله أثبت نظرا ونضارة، والنضارة إنما تكون لما تنعم به من النظر إلى وجهه الكريم سبحانه وبحمده، وكذلك الآيات الأخرى التي ذكر الله تعالى فيها النظر كقوله: ﴿عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ[المطففين: 23] فسرها جماعة من أهل العلم بالنظر إلى وجهه.

وقوله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ[يونس: 26] والزيادة هي النظر إلى الله –عز وجل- ومنه أيضًا قوله تعالى: ﴿لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ[ق: 35] فقد جعلنا تفسير المزيد بأنه النظر إلى الله –عز وجل- إذا تجلى لأهل الإيمان كل جمعة.

وقد تقدم أن النعيم يتفاوت به الناس بقدر ما يكون معهم من أسبابه الموجبة له من الإيمان والصلاح والتقى.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق