أما فضل هذا اليوم، فهذا يوم مشهود، يوم عظيم، مِن فضله أن الله يحط به الخطايا عن كثيرٍ من خلقه، فما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة. وهذا يشمل الحجاج وغيرهم، لكن الحجاج لهم مزية أن الله يعطيهم من الفضل والعطاء ما لم يرد لهم على خاطر ولا بال، فإن الله يدنو من أهل الموقف عشية عرفة، يعني بعد الظهر إلى وقت الزوال، يباهي بهم الملائكة، يقول: ما أراد هؤلاء؟ يعني: أي شيء يريدونه فإنهم يدركونه، أي شيء يسألونه فإنهم يُعطَونه، أي شيء يدعون به فإنهم يجابون إليه.
تلك لحظات مباركة، ودقائق في غاية النفاسة لمن شهد ذلك الموقف، فليحرص على عمارتها بما يرضى الله تعالى به عنه، فربَّ لحظة كَتبت لك سعادة الدارين، رب نفس كتب الله لك به خير الدنيا والآخرة.
فإياك أن تفوت فضائل هذا اليوم، جد فيه واجتهد، وتزود فإن خير الزاد التقوى.