الصوم من صحيح البخاري

من 2017-08-14 وحتى 2019-09-30
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1775

التاريخ : 2017-05-10 11:00:42


قال: «الصِّيَامُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» هذا قول الله تعالى في بيان مرتبة الصيام «الصِّيَامُ لِي» أي: خالص لي.

ومعنى «لِي»: لا يطَّلع عليه سواه، أي أن أجره لا يعلمه إلا هو، هذا أقرب ما قيل في معنى «الصِّيَامُ لِي»، وإلا فكل الأعمال لله، ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِالإنسان: 9، ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ البينة: 5، ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ الأنعام: 162، 163 فكل العبادات لله، إنما المقصود بقوله: «لِي» أنه لا يطلع عليه ولا يعلم حقيقته إلا الله، هذا واحد.

والمعنى الثاني: أنه لا يعلم ثوابه وأجر الصائم في صيامه إلا هو جل وعلا، فقد غيب الله أجر الصيام، ولذلك قال: «الصِّيَامُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» وهو المجازي جل في علاه على كل الأعمال، لكن الذي خص الصيام بالذكر، وهو أنه قال: «وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»؛ أن الله تعالى استأثر بإخفاء أجره. دليل ذلك قول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ الزمر: 10، والصوم صبر.

وقد جاء في بعض الأحاديث، وردت مرفوعةً وموقوفةً، ولا يصح المرفوع عن أبي هريرة رضي الله عنه: «الصِّيَامُ نِصْفُ الصَّبْر» سنن ابن ماجة (1745)، وضعفه البوصيري في مصباح الزجاجة (632).

وعلى كل حال الصوم صبر بالتأكيد؛ لأنه يحتاج إلى مصابرة وحبس للنفس عمَّا تشتهي وتحب.

فهذا وجه قوله: «الصِّيَامُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ».

قوله صلى الله عليه وسلم: «وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا» هذا بيان للقاعدة في العمل الصالح؛ أن الحسنة بعشر أمثالها، لكن الصوم خرج عن هذا التقدير، ولهذا قال بعض أهل العلم: ثواب الصيام جَازَ قانونَ التقدير والحساب، فأجره لا حساب فيه، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ الزمر: 10.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق