تجريد التوحيد المفيد

من 2017-12-30 وحتى 2020-01-15
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1414

التاريخ : 2018-03-12 10:38:49


"ثم هؤلاء قسمان:

- فالعارفون إذا جاء الأمر والنهي بادروا إليه ولو فرَّقهم وأذهب جَمْعِيَّتَهُم.

- والمنحرفون منهم يقولون: المقصود من القلب جَمعِيَّتُه، فإذا جاء ما يُفَرِّقه عن الله لم يُلْتَفَت إليه، ويقولون: يطالب بالأوراد من كان هو غافلٌ فكيف بقلبٍ كل أوقاته وِرد؟".

هذا حال أولئك الذين قالوا: الزهد في الدنيا مطلوبٌ لخلو القلب من التعلُّق بها، ولإقباله على الله - عزَّ وجلَّ -؛ هؤلاء قسمان:

قسمٌ يجعل إقبال القلب على الله - عزَّ وجلَّ - هو المقصود بأي طريقٍ حصل الإقبال، ولو كان الإقبال على الله بترك الواجب، وهذا من الشيطان. نظيره، ذاك الذي يقول: أنا لا أخشع في صلاتي إلا إذا أغمضت عَيْنَي، يقال له: هذا من الشيطان؛ فإنَّ إغماض العينين على وجه الدوام في الصلاة تعبُّدًا؛ بِدْعَة، وهو مكروهٌ كما ذكر ذلك أهل العلم فيما نُقِل عن عائشة - رضي الله تعالى عنها -، وعليه عامة العلماء فيما يتعلق بإغماض العينين.

هنا لو قال: إني إذا فتحت عَيْني لم أجد الخشوع الذي أجده في الإغماض، نقول: افتح عينيك واخشع لله - عزَّ وجلَّ -، جاهد نفسك في الخشوع بأن يكون نظرك في موضع سجودك.

  

هذا ما يتصل بهذا القسم؛ يقول عنهم: "عارفون، إذا جاء الأمر والنهي" يعني: إذا جاء الشرع، "بادروا إليه"، وتركوا ما يكون من جمعية قلوبهم وخلوها عن الشواغل وإقباله على الله؛ إنفاذًا لأمر الله ورسوله؛ لأن أمر الله ورسوله هو الذي تجتمع فيه القلوب وتُقْبِل به على الله - عزَّ وجلَّ -، وما عداه فإنه استدراجٌ من الشيطان يستدرج به الإنسان إلى أنواع من الضلالات؛ ولذلك قال: "والمنحرفون منهم" أي: الخارجون عن الصراط المستقيم، يجعلون إقبال القلب ورِقَّة القلب هي المقصود ولو كانت بطريقٍ غير مشروع، فتجدهم مثلًا يجدون طرقًا منحرفة عن هَدْي النبي -صلى الله عليه وسلم - تَرِقُّ بها قلوبهم، مثل الذين يجعلون الرقص عبادة، ويتقربون إلى الله بالرقص، ويسمونها مجالس ذِكْر - على سبيل المثال -، فتجدهم يضربون، ويرقصون، ويتأوَّهون، ويقولون: هذا ما فعله الرسول، لكن نفعله؛ لأن قلوبنا تُقْبِل على الله بهذا.

يقال: إن هذا الإقبال غير مقبول، «مَنْ أَحْدَثَ فِيْ أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» أخرجه البخاري (2697)، ومسلم (1718) .

ولا يمكن أن تُقْبِل القلوب إقبالًا صحيحًا على الله إلا بلزوم شرعه وهدي رسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، فهؤلاء منحرفون.

ثم يقول: "ثم هؤلاء قسمان" أي: المنحرفون الذين يجعلون همهم ما يَظنُّونه صلاحًا لقلوبهم بترك الشرع ومخالفة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، هؤلاء على قسمين:

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق