أسباب حياة القلوب

من 2018-03-14 وحتى 2021-03-01
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1498

التاريخ : 2018-03-15 11:59:22


ثم قال –رحمه الله- بعد فراغه من حمد الله الذي افتتح به منظومته:

وأهدي صَلاَةً تَسْتَمِرُ عَلَى الْرِضَا                 وأصحابه، والآل جَمْعَاً مُسَلِّمَاً

وأُهْدي صَلاَةً: أي أُقَدِّمُ بين يَدَي حَاجَتِي في خِطَابِي، وَتَأَليفِي، وَكِتَابَةِ، وَنَظْمي صَلاَةً على الرضا؛ والرضا هو وَصْفِ للنبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وهو بمعنى الْمَرْضيِ ولا شك أن النبي –صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مَرْضِيٌ مِنَ الله -جَلَّ وَعَلَى- مَرْضِيٌّ مِنَ الْخَلق صَلَّىَ اللهُ عليه وَعَلَىَ آله وَسَلِّم.

 ولذلك اقْتَصَرَ عَلَىَ ذِكْرِ هَذَا الْوَصفِ لَهُ –صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم- وقيل أن هذا مِنْ أَسْمَائهِ؛ ولكن لم  يَثْبُت في ذَلِكَ شَيء يُعْتَمَدُ عليه، ويعتضد به، و إنما هو وَصْفِ مِنْ أَوْصَافهِ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آله سَلَّم.

  

والمناسب في مَقَامِ الصَلاَةِ عَلَىَ الْنَبيّ– صَلَّىَ اللهِ عَلَيْهِ وعلى آله َوسَلَّم- أَن يُذْكَر باسمهِ الصريح، أو بوصفهِ المُميز له عن غيره كخاتم النبيين، أو المبعوثِ رَحْمَةً للعَالمين، أو صَاحِبِ الْشَفَاعَةِ يَومَ الْقِيَامَة؛ وما أشبه ذلك من الأوصاف التي يَخْتَصُ بها صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وعلى آلهِ وَسَلَّم.

 والسببُ في هذا أَنَّ الأوصاف المشتركة بينه وبين غيره لا يتميز بها فلا يَصْدُق اختصاصهُ بهذا الوصف، أو اختصاصه بهذا الدعاء صَلَّىَ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آَله َسَلَّم؛ ولكن الناظم قد يستدعي أن يُذْكَر بغيرِ ذلك؛ فالأمر في ذلك لا بأس به وهو مما يتسع فيه المقام وإن كان الأَوْلى أن يُذْكَر بالوصف المميز.

 أما في النثر فإنه ينبغي ألا يُحَاد عن هذا إذا ذُكِرَ النبي، فيجب ذكره باسمهِ، أو بوصفهِ المميز. يقول –رحمه الله-: وأُهدي صَلاَةً تَسْتَمِرُ عَلَىَ الرضا: أي صَلاَةً دَائِمْة؛ فالاستمرار يعني الدوام وعدم الانقطاع على تعاقب الأوقاتِ، وتوالي اللحظات وهذا استصحابِ للصلاة في كل حال.

 لكن من حيث الثواب والأجر: فلا يكونا إلا على الصلاة المذكورة بقَدْرِ مَا تُذْكَر وَتُقَال فيقال اللهم صلي على محمد صَلاَةً دَائِمَةً مستمرة هذا وَصْفٌ للصَلاَة؛ لكنه في الواقع لا يَنَالُ أَجْرَ الصلاة الدائمة المستمرة بمعنى أنه لا ينال أجر من يقول: اللهم صلي على محمد، ويكرر ذلك؛ ولكن هذا في بيان أن الصلاة لو استوعبت الزمان لكانت خَيْراً، وبِرًّا، وَأَجْرَاً، وَفَضْلاً ولا شك أن دوام الصلاة عليه وكثرة الصلاة عليه –صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مما يوجب عظيم الأجر؛ وممَّا دَلَّ عَلَىَ ذَلِكَ حَديث أُبَيّ بِنْ كَعِب في الْمُسْنَدِ، وَالْسُنَنِ أَنَّهُ قال له: «يا رَسُولَ اللَّهِ إني أكثر الصلاة عليك، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ  مِنْ صَلَاتِي ؟ قال: مَا شِئْتَ؟ . قَالَ: الرُبُعَ ؟ قالَ: مَا شِئْتَ؟، وإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيرٌ لكَ، قال: الثُلُث، قال: ما شِئْتَ؟ وإِنْ زِدْتَ فهو خَيْرٌ لَكَ» حَتَىَ قَالَ له في نِهَاَيَةُ الخبر «قال: أجعل لك صلاتي كلها؛ قال: إذن تُكْفَىَ هَمَّك، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُك».

 فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَىَ عظيم الأجر الْمُرَتَّب عَلَى دَوَامِ الصَلاَةِ، وَكَثْرَتِهَا، واستمرارها.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق