شرح العقيدة الواسطية

من 1439-02-06 وحتى 1440-12-06
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1175

التاريخ : 2018-09-18 08:19:05


"فصل ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي –صلى الله عليه وسلم- مما يكون بعد الموت".

إذًا اليوم الآخر سمي بهذا الاسم لأنه يلي الدنيا، فهو آخر الأيام إذ أنه يكون بعد اليوم الأول، وهو ما يكون في هذه الحياة الدنيا من ابتلاء واختبار خلق الله تعالى الخلق لغاية عظمى وهي عبادته، ولمآل عظيم وهي مجازاتهم وحسابهم يوم القيامة، فإليه يرجعون وهو سبحانه وتعالى الذي يتولى محاسبتهم، فسمي اليوم باليوم الآخر لأجل هذا المعنى.

وهو يبدأ بالنسبة للأفراد بموت كل واحد على الانفراد، فكل إنسان يبدأ اليوم الآخر في حقه بموته لأنه يرتهن بعمله ويرى حقيقة ما أخبرت به الرسل؛ فالرسل أخبروا بالميعاد وأخبروا بالبرزخ، وأخبروا بما يكون بعد الموت، يعاين ذلك الإنسان بموته.

ولهذا قال –رحمه الله- في بيان ما يتعلق بالإيمان باليوم الآخر، قال: "الإيمان بكل ما أخبر به النبي –صلى الله عليه وسلم- مما يكون بعد الموت" فيشمل هذا خروج الروح وتنزُّلَ الملائكة على المحتضر؛ فإن الملائكة تتنزل عليه لقبض روحه، فإما روح وريحان، وإما عذاب أليم ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ[الأنفال: 50] فيبتدئ كل ذلك بنزول الموت ثم بعد ذلك إذا مات الناس كان ما جاءت به الرسل من الأخبار المتعلقة بالحياة البرزخية وسيأتي بيان ذلك من فتنة القبر وعذابه ونعيمه، وما يكون بعد ذلك من البعث والنشور والخروج من القبور للحشر يوم الميعاد.

ثم بعد ذلك ما يكون من أهوال يوم القيامة، ثم ما يكون بعد ذلك من فصل القضاء، ثم بعد ذلك ما يكون من انقسام الناس إلى قسمين في المنتهى والمآل ففريق في الجنة وفريق في السعير.

كل هذا وتفاصيله مما يندرج في الإيمان باليوم الآخر، فالإيمان باليوم الآخر لا يقتصر فقط على ما يكون يوم القيامة، بل يشمل كل ما يكون مما أخبرت به الرسل مما يكون بعد الموت إلى استقرار الناس إما في جنة، وإما في نار.

وقوله –رحمه الله-: "الإيمان باليوم الآخر".

  

يعني اتفقت عليها كلمات الرسل في الدعوة إليه وهي ثلاثة؛ الإيمان بالله، الإيمان باليوم الآخر، الدعوة إلى العمل الصالح، هذه ثلاثة أصول تواترت عليها كلمات الرسل وهي بيان للمبدأ والميعاد، فالمبدأ العمل الصالح، والميعاد اليوم الآخر الذي يجازي فيه الناس على أعمالهم.

وقد جمعها الله تعالى في مواضع عديدة منها قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُون[البقرة: 62] .

وقد قرن الله تعالى في آيات كثيرة الإيمان به باليوم الآخر، فأكثر ما يذكر الله تعالى اقترانًا الإيمان بالله مع الإيمان باليوم الآخر من ذلك قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ[البقرة: 8] .

ونظائر هذا كثيرة يقرن الله تعالى الإيمان به باليوم الآخر، أي أن الإيمان باليوم الآخر يحمل العبد على أن يبادر إلى تحقيق الغاية من الوجود من عبادة الله وحده لا شريك له سبحانه وبحمده.

  

القسم الأول:- مؤمنون به وهؤلاء متفاوتون في درجة الإيمان ليسوا على درجة واحدة فمنهم من صدق وأيقن بهذا اليوم فعمل له، ومنهم من ضعف إيمانه فهم في درجات ومراتب. وأما القسم الثاني:- فهم الذين كفروا بهذا اليوم وجحدوه وكذبوه وقالوا لا ميعاد ولا حشر ولا مرجع ولا قيامة بل هي حياة نعيشها ونقيضها ثم ننتهي وتنتهي بذلك كل شئوننا وما يتعلق بنا وهؤلاء هم فئة من المشركين الدهريين، ومن سار على طريقهم من الفلاسفة الذين أنكروا اليوم الآخر. القسم الثالث من أقسام الناس في الإيمان باليوم الآخر:- المعرضون عن ذلك الأمر المشتغلون بدنياهم عن آخرتهم فأعمتهم الدنيا عن أن يؤمنوا بيوم الميعاد الذي يحشر الله تعالى فيه الناس ليجازيهم على أعمالهم، وكفرهم هذا هو كفر الإعراض. هذه أقسام الناس فيما يتعلق بالإيمان باليوم الآخر.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق